Deprecated: mysql_connect(): The mysql extension is deprecated and will be removed in the future: use mysqli or PDO instead in /srv/disk3/razzag/www/quran.alsaeed.org/meaning.php on line 10

تفسير ابن كثير
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم محرضا له على إبلاغ رسالته ومخبرا له بأنه قد عصمه من الناس فإنه القادر عليهم وهم في قبضته وتحت قهره وغلبته. قال مجاهد وعروة بن الزبير والحسن وقتادة وغيرهم في قوله "وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس" أي عصمك منهم وقوله "وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس" الآية قال البخاري حدثنا علي بن عبدالله حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس "وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس" قال هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به "والشجرة الملعونة في القرآن" شجرة الزقوم وكذا رواه أحمد وعبدالرزاق وغيرهما عن سفيان بن عيينة به وكذا رواه العوفي عن ابن عباس. وهكذا فسر ذلك بليلة الإسراء مجاهد وسعيد بن جبير والحسن ومسروق وإبراهيم وقتادة وعبدالرحمن بن زيد وغير واحد. وقد تقدمت أحاديث الإسراء في أول السورة مستقصاة ولله الحمد والمنة. وتقدم أن ناسا رجعوا عن دينهم بعد ما كانوا على الحق لأنه لم تحمل قلوبهم وعقولهم ذلك فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه وجعل الله ذلك ثباتا ويقينا لآخرين ولهذا قال "إلا فتنة" أي اختبارا وامتحانا وأما الشجرة الملعونة فهي شجرة الزقوم لما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة والنار ورأى شجرة الزقوم فكذبوا بذلك حتى قال أبو جهل عليه لعائن الله هاتوا لنا تمرا وزبدا وجعل يأكل من هذا بهذا ويقول تزقموا فلا نعلم الزقوم غير هذا حكى ذلك ابن عباس ومسروق وأبو مالك والحسن البصري وغير واحد وكل من قال إنها ليلة الإسراء فسره كذلك بشجرة الزقوم وقيل المراد بالشجرة الملعونة بنو أمية وهو غريب ضعيف وقال ابن جرير حدثت عن محمد بن الحسن بن زبالة حدثنا عبدالمهيمن بن عباس بن سهل بن سعيد حدثني أبي عن جدي قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القرود فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات قال وأنزل الله في ذلك "وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس" الآية وهذا السند ضعيف جدا فإن محمد بن الحسن بن زبالة متروك وشيخه أيضا ضعيف بالكلية ولهذا اختار ابن جرير أن المراد بذلك ليلة الإسراء وأن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم قال لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك أي في الرؤيا والشجرة وقوله "ونخوفهم" أي الكفار بالوعيد والعذاب والنكال "فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا" أي تماديا فيما هم فيه من الكفر والضلال وذلك من خذلان الله لهم.
الترجمة للألمانية الترجمة للإنجليزية تفسير الجلالين
سكربت القران الكريم جميع الحقوق متاحة © 2003 - 2024
POWERED BY: www.alsaeed.org